الرأي

أزمة سياسية.. أم أزمة نفسية؟

ثابت الأحمدي

الحروبُ نتاجُ أزماتٍ سياسية، تتفجر، ومعها تتفجر كل الأزمات الأخرى، على مختلف الأصعدة، وأخطر من كل هذه الأزمات هي الأزمات النفسية..!
مع الحروب تتصحرُ النفوس، وتتوحشُ الضّمائر، ويفقدُ الكثير توازنهم إلا ما ندر.. وهذا ما لاحظناه، ونلاحظه مؤخرا..
تابعت الردود التي انهالت على منشور للأستاذ شوقي القاضي عضو مجلس النواب، أشار فيه إلى رأي سياسي تبناه، متمثل في رفع الحظر عن أحمد علي عبدالله، نجل الرئيس السابق.. وهذا موضوعٌ آخر لا يهمنا الآن.
المهم تلك الردود المتشنجة التي انهالت على الأستاذ شوقي، بصورة متوحشة، وجعلت منه خائنا للوطن ولدماء الشباب وللجمهورية.. إلخ.
الأستاذ شوقي القاضي برلماني وسياسي ومثقف عبر عن رأيه من موقعه، ووفق معطياته الخاصة، كما يعبر الآخرون عن آرائهم وفق معطياتهم الخاصة، والأمر طبيعي جدا إلى هنا.
وكان يكفي المختلفون معه أن يقولوا له: أخطأت أستاذ شوقي، ولسنا مع رأيك، وكفى؛ أما أن تنهال عليه سهام التخوين؛ بل والألفاظ النابية الجارحة بتلك الصورة فالأمر هنا بدأ ينحو منحىً نفسيًا أكثر منه سياسيا.
حتى الشعراء السرياليون أيضا لم يقصروا، وقد انطلقوا في حجاجهم السياسي من منطلق الأخيلة الشعرية ليعكسوها على المواقف السياسية..!
وعليه نستطيع القول إننا أمام أزمة نفسية مستفحلة، إلى جانب أزمتنا السياسية.
ما أحوجنا إلى التعقل وتقبل الآخر، والتعاطي معه بكل رقي وهدوء، على الأقل حفاظا على العلاقات الشخصية بين الناس.
عدونا فقط هو الحوثي لا غير. فمتى نعقل..؟!
قبل الأخير.. للمنافي والمهاجر صبغتها النفسيّة الخاصة على أهلها، وهناك من كتب في ذلك، من هذا المنحى، وأستعير من كتاب “التحليل النفسي للمهجر والمنفى” هذه الجملة: “شيء وحيد ومؤكد، المرء لا يعود أبدا؛ المرء يرحل فقط “.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى