الرأي

مأرب.. الحصن الأخير

عبدالستار سيف الشميري

وحدها مأرب من استطاعت استنزاف الحوثي عدداً وعدة.. وحدها مأرب من يتوحد فيها الصف المقاوم حين يتمزق رفاق السلاح في باقي الجبهات والمواقع والصفوف، صلبة كصلابة قلاعها، رحبة كرحابة سدها، ولها يد خضراء على كل أبناء الوطن.
امتدادها التاريخي ربما، وزهو سبأ ربما، وبسالة رجالها ربما، وغير ذلك الكثير هو ما جعلها أقوى الحصون المنيعة عصية على الاجتياز الحوثي والزحف الإيراني، رغم تتابع الحشود التي تذهب فرادى وتعود جماعات بأكفان خضراء، حيث مقابر القطيع المغرر به تحت طائلة الفقر والجوع والجهل والقوة أيضاً، تشكل مأرب آخر حصون الشرعية شمالاً، وأول الأخطار والأبواب والأخطار المحدقة إذا ما سقطت جنوباً، ذلك أنها مفتاح الشمال وخاصرة الجنوب ونقاط الالتقاء ومعبر الجميع، هي لا شك الناصية من الجسد، وهي مخزن الدم والثروة والرجال.
وهي أم المعارك وأكثرها زمناً وعدداً وتضحية حتى الآن، يطمح حسن نصر الله ومن خلفه الولي الفقيه بهذه الأرض المقدسة، ويحلمون بثرواتها وشخصية مكانها وتاريخها المجيد وموقعها الفريد.
الأيام الأخيرة أثبتت أن القبائل في مأرب هي طوق النجاة الحقيقي لمساندة القوات العسكرية، قدمت الغالي ولا تزال في كل نزال تقدم خيرة الأبناء، لا شك أن المتابع يلحظ هشاشة القوات العسكرية التي أخذت وقتا طويلا يزيد عن خمس سنوات ولم يتشكل على الوجه الذي يكفي الناس من المواجهة، وبحسب المعلن من أعداد الجيش المقدرة بخمسين ألف جندي ويزيد، وهي كافية للدفاع وتحويل المعركة إلى الهجوم والذهاب على أقل تقدير إلى ما كانت عليه الأوضاع في العام 2018 في نهم، يمسك اليمنيون قلوبهم في رعب شديد وهم يتابعون معارك الكر والفر واستنزاف مأرب اليومي.
ويتساءلون متى يكون لنا جيش يستطيع أن يردع ويذهب نحو صنعاء والحسرة تعصرهم..
لعل من إيجابيات الأيام الأخيرة هي تدافع القوات في الساحل الغربي وغيرها نحو مأرب، في مشهد واحد يدرك أن اللُّحمة الوطنية والعسكرية وحدها القادرة على تحويل مأرب إلى محرقة العابثين بها وتحويل أحلام الخامنئي إلى كوابيس أشبه لما حصل للسليماني وغيره.
لن تجدي مسارات الحوار والسياسة وتصريحات الأمريكان والمبعوث والمقبور، وحده السيف أصدق الأنباء، ومن سيأتينا جميعاً من سبأ بنبأ يقين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى