الرأي

الحوثية أقذر عصابة عنصرية عرفها التاريخ

د. عادل الشجاع

 

قد يتساءل القارئ لماذا الحوثية أقذر عصابة عنصرية عرفها التاريخ، والإجابة، لأن كل العنصريات تعمل لنفسها ولصالحها وتعلن عن نفسها، بينما عصابة الحوثي تعمل من الباطن الإسرائيلي، فهي حركة عنصرية ولدت لتعمل لصالح التمدد الإسرائيلي، لكنها ترفع شعارا تضليليا يطالب بموت إسرائيل.

ومن يتابع الاسترخاء الأمريكي الإسرائيلي أمام شعار “الموت لأمريكا الموت لإسرائيل”، يدرك حجم التضليل في استخدام الشعار للوصول إلى عكسه، وعلينا أن نتوقف أمام قرار الرئيس الأمريكي ترامب الذي أقر القدس عاصمة لإسرائيل، فماذا فعلت إيران حيال هذا القرار وهي الجسر الذي عبره تمر إسرائيل إلى الدول العربية؟ لم تفعل شيئا، لاهي ولا حزب الله الذي أنشئ لمقاومة إسرائيل شكلا أما مضمونا فهو لحمايتها، إذ لا توجد مقاومة عبر التاريخ موسمية.

نحن نشاهد كل يوم العزل العنصري الذي تمارسه هذه العصابة سواء في الوظيفة العامة التي اقتصرت على آل البيت كما يزعمون، أو في قانون الخمس الذي يجعل اليمنيين مجرد غنيمة، أو حتى الزواج فهم يمنعون من يسمونهن شريفات الزواج من اليمنيين، وصفة شريفة تعطي صفة مقابلة سلبية لليمنيات.

ممارسات هذه العصابة تضج بالتمييز العنصري والاضطهاد بقوة السلاح وكراهية الآخر والشواهد على ذلك كثيرة لا تحصى، وآخرها ما تعرض له عبدالله الأغبري من تعذيب حتى الموت لأنه كشف ممارسات هذه العصابة وانتهاكها الأعراض فثار دمه لأعراض اليمنيين، فأين هي اليوم قضيته؟ هذه العصابة تريد تحويل عبدالله من مجني عليه إلى جانٍ وأنه كان يتواصل مع العدوان، تلك الحجة التي يقضي فيها الآلاف من اليمنيين في معتقلات هذه العصابة، من صحفيين وأساتذة جامعات ومثقفين ومعلمين وسياسيين ومواطنين عاديين.

واضح أن هذه العصابة العنصرية تتلقى دعما صهيونيا وأمريكيا وإلا لماذا لم تصنف كجماعة إرهابية ونحن نعلم أن أمريكا وإسرائيل تلاحقان أفرادا وجماعات بحجة معاداتهم للسامية وتسكتان عن دعوة صريحة للموت، فنحن أمام خطة متكاملة مرسومة بدقة ومصدرة إلى الوطن العربي بخبث يهودي فارسي وتأييد أمريكي شريك كامل الشراكة في العدوان والتخطيط بهدف الوصول إلى إسرائيل الكبرى على حساب العرب.

وبرغم كل ذلك، فإن اليمنيين سيظلون يدافعون عن بلدهم باللحم والدم والعظم وعن أنفسهم ومصيرهم أمام هذه العصابة العنصرية المجردة من الأخلاق والمتجاوزة لكل القيم الإنسانية، وإذا كان من غير الممكن ألا يفهم العنصري التاريخي الذي نشأ على العنصرية والاستعلاء وممارسة العبودية والعدوان بأنه الخطأ والخطيئة أو حتى نجعله يرى صورته الحقيقية في المرآة، فكيف يصعب على من تمارس في حقهم العنصرية أن يغفلوا عن ذلك ويستمرون في التحالف مع العنصرية والتجنيد إلى جبهات القتال للدفاع عن هذه العنصرية وحمايتها من السقوط؟

يحار المرء في هؤلاء الذين يسمون أنفسهم قادة أحزاب وشيوخ قبائل ومثقفين وأساتذة جامعات أن يكونوا في مقدمة الصفوف للدفاع عن عصابة عنصرية وضعت نفسها في أعلى السلم الاجتماعي وفي أعلى السلم الوظيفي واستحوذت على كل مصادر العيش الكريم، كيف صادر هؤلاء عقولهم واختاروا العنف والخوض في بحر الدم وعيش الشقاء مع هذه العصابة وليس ضدها؟ قد يكون من الصعب أن نتصور كيف يقبل هؤلاء دفع ضريبة الدم يوميا في سبيل حماية العصابة العنصرية وليس ضدها، بل كيف يقبلون بأقذر العنصريات وأكثرها انحطاطا وهمجية في التاريخ؟

لست بحاجة إلى التأكيد بأن الخيار الوحيد أمام الشعب اليمني العظيم هو النضال وخوض الحياة كفاحا من أجل البقاء ومن أجل الحرية والعيش الكريم، والحرية بالتأكيد لا تعطى صدقة وثمنها باهظ وعلينا أن نكون مستعدين لدفع هذا الثمن، علينا أن نبعث الدماء في العروق من أجل أن نبعث ثورتنا من الموت المرتبط بعدم الفعل، فالتاريخ لا نهاية له، وسيكتب الشعب اليمني تاريخه بإرادته المتعلقة بالحياة والعدل والحق والحرية والكرامة، وما علينا سوى أن نوجه سلاحنا إلى صدر عصابة الحوثي العنصرية بدلا من تأجيره معها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى