الأخبارالانقلاب

الدكتور ياسين نعمان : إيران قررت أن ترمي بكل ثقلها لتحدي إرادة اليمنيين

قبائل اليمن / عدن
قال سفير اليمن لدى بريطانيا، د. ياسين سعيد نعمان، إن البعض “ظل يجادل ويشك، بحماقة، حينما كان يجري الحديث عن تدخل إيران لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن، وعن أن الحوثيين مجرد أدوات على هذا الطريق ضمن أدوات منتشرة في المنطقة، سخرت نفسها لصالح مشروع طائفي تفكيكي هدفه إرباك الشعوب العربية وضرب تماسكها وعمقها الوطني”.
وأضاف أن إيران عملت طوال السنوات الماضية على إنكار أي دور لها في اليمن، مستهلكة كل ما يقدمه هؤلاء من أدلة تشكيك يجري تسويقها في الدوائر الدبلوماسية الأجنبية على صعيد واسع، حتى أن البعض كان يسأل عن دليل ملموس على “الإدعاء” بتدخلها إلى جانب الحوثيين.
وأكد السفير في منشور على صفحته في الفيسبوك، اليوم، أن تعيين “سفير” لجماعة الحوثي لدى طهران كان بداية كشف الأوراق على نطاق أوسع، غير أنه سرعان ما جمد الموضوع إعلاميا لامتصاص أي رد فعل، بالرغم من استمرار التعيين.
مستطردا: “حينذاك كانت إيران تدرس ردود فعل المجتمع الدولي تجاه خرقها لقرارات الأمم المتحدة وتحديها لإرادة اليمنيين بتدخلها الفج في شئونهم الداخلية، وبتجميد الموضوع إعلاميا تضاءلت ردود الفعل، لكن التعيين تم، وشكل خرقاً لقرارات المجتمع الدولي، رافقه صمت عجيب”.
وأشار إلى اتفاق ستوكهولم الذي استلزم تهدئة على الصعيدين العسكري والسياسي بعد أن تعرض الحوثيون في جبهة الحديدة لضغوط عسكرية كبيرة، فضلت معه إيران أن تختفي من المسرح السياسي وأن تلعب على المسرح العسكري بتغيير معادلات هامة على الأرض.
مضيفا: “كان خرق الحوثيين لاتفاق ستوكهولم القاضي بتوفير الشروط الضرورية لمواصلة وقف الحرب في كل الجبهات وصولاً إلى ترتيبات ملائمة لعملية السلام بمثابة استجابة لحاجة إيران المتعلقة بدوافع خاصة بترتيب أوضاعها الدولية بعد وقف العمل باتفاقية مشروعها النووي من قبل أمريكا، والتشكيك في نواياها بوقف إنتاج القنبلة الذرية مستفيدة من الثغرات التي شملها الاتفاق”.
وقال إن مقتل سليماني حرك لدى الإيرانيين نزعة توسيع الاضطرابات في المنطقة باعتقاد أن ذلك سيدفع قوى عديدة، مراعاة لمصالحها في هذه المنطقة، أن تضغط باتجاه تسويات تكون قاعدتها حماية المصالح الإيرانية، وشهدتا حينذاك العمليات العسكرية المغامرة التي اتجهت شرقاً باتجاه نهم والجوف وانكسرت في مأرب، مثلما سبق وانكسرت في الضالع.
مؤكدا أن انكسار الحوثيين في مأرب والضالع قلب الطاولة على إيران، وخاصة حينما أخذت جماعة الحوثي تتخبط، ويشتد الضغط عليها على أكثر من صعيد، وهو ما حدا بالنظام الإيراني إلى استخدام آخر أوراقه واللعب على المكشوف بتهريب أحد جنرالاته إلى صنعاء لتسميه “سفيرا”، بينما مهمته هي إدارة التمرد الذي بدأ يتفكك وتنخر الصراعات أجنحته المتعددة.

وأضاف لا تكمن المسألة هنا في انتهاك النظام الإيراني للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ، فهذا مما لا توليه إيران اهتماما منذ أن بدأت بتوريد السلاح والإعداد لإغراق اليمن في كارثة الانقلاب والحرب، المسألة هي أن إيران قررت أن ترمي بكل ثقلها لتحدي إرادة اليمنيين في إحلال السلام والاستقرار وبناء دولتهم”.
وأكد أن “ما قامت به إيران هو تحدٍ ينم عن خطة لإتباع خطوات تصعيدية قادمة، هذا التحدي الذي لا يجب أن تتوقف مواجهته عند مستوى مطالبة المجتمع الدولي بالإدانة وإنما في العمل على تغيير المعادلة”.
واختتم منشوره بالقول: “لا بد أن ندرك أن هذه الخطوة ستفتح ثغرة في جدار المواجهة، ستتسلل منها تحديات كثيرة، ما لم تكن المواجهة معها بنفس التحدي الذي تريد به إيران أن تقهر الشعب اليمني لتفرض هيمنتها على أرضه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى