الرأي

إيران.. المنخورة حتى العظم من قِبل إسرائيل.!

د. صادق القاضي

في 31 يناير 2018، تمكن عملاء “الموساد” من الوصول إلى أحد أهم الأماكن السرية الحصينة في العاصمة الإيرانية طهران، مبنى تابع لوزارة الدفاع. يضم الإرشيف السري للبرنامج النووي الإيراني.!
استغرقت العملية 6 ساعات و29 دقيقة، وتضمنت اقتحام أبواب، وتعامل مع أجهزة إنذار. وفتح عشرات الخزائن.. والخروج بحوالي نصف طن من الوثائق السرية.. ومن ثمّ نقلها إلى إسرائيل.!!
عملية بمثل هذه الخطورة والسهولة.. هي بمثابة فضيحة مدوية لأيّ نظام في العالم، خاصةً نظام بوليسي استخباري تُقال الأهوال عن عيونه وآذانه وحواسه الفائقة.!
ما حدث أظهر هذا النظام على حقيقته، كـ”خيال ماتا” يحرس قلعة من ورق، على الأقل بالنسبة لأجهزة الاستخبارات الدولية، وبالذات الأمريكية والإسرائيلية.
وفي الواقع، كان هكذا منذ البدء، بالنسبة لهذه الأجهزة. إيران مكشوفة ومنخورة من الداخل، لدرجة إمكانية الوصول إلى أخطر الشخصيات، وأهم الأماكن السرية الحصينة.
وهذا ما حدث مراراً في السنوات الماضية، فيما يتعلق بعدد من كبار علماء الذرة الإيرانيين، الذين تمت تصفيتهم بسهولة في شوارع المدن الإيرانية.!
في المقابل. إيران ليست عاجزة فقط عن إحداث أي اختراق مقابل، بل حتى عن رد فعل معقول على هذه الاختراقات.. غير:
إما إنكار حدوث العملية، كنفي قيام الموساد، في أغسطس الماضي من هذا العام، باغتيال “أبو محمد المصري”. الرجل الثاني في تنظيم القاعدة. في إحدى ضواحي العاصمة طهران!
أو -في الأغلب- بإطلاق سيل من التهديدات النارية بالانتقام الساحق الماحق من أمريكا وإسرائيل. كالتي أطلقتها مؤخراً إثر اغتيال “محسن فخري زاده”.!
اغتيال “فخري زاده” إذن. ليس الأول، ويبدو أنه لن يكون الأخير، وإن كان الأهم حتى الآن، باعتباره يتعلق بكبير علماء الذرة الإيرانيين، ورئيس منظمة البحث والابتكار بوزارة الدفاع، والمعروف على نطاق واسع بـ”أبو القنبلة الإيرانية”.!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى