الرأي

الجلاء الشمالي والاستقلال الجنوبي

د. محمود السالمي

على الرغم من مرور أكثر من 50 عاماً على حدث الاستقلال الوطني، إلا أن وثائقه في الارشيف البريطاني ما زالت إلى اليوم سرية، وما زال السؤال الذي أثير بعد الاستقلال من قبل البعض يبحث إلى اليوم عن إجابة.
هل الجبهة القومية التي تبنت الكفاح المسلح والتي كان عملها أكثر تنظيماً وسرية وفاعلية، قد فرضت نفسها على الأرض، وعلى بريطانيا، وأجبرتها على تسليمها الاستقلال، أم ان هناك تفضيلا بريطانيا لها ساهم بشكل أو بآخر في تسهيل لها المهمة؟
* * *
في كل بلدان العالم التي خضعت للاستعمار يسمون اليوم الذي خرج فيه الاستعمار من بلدانهم بيوم الاستقلال، وليس بيوم الخروج او يوم الجلاء أو يوم الرحيل، لانه مرتبط بعودة السيادة الوطنية.
الاستعمار لم يكن مجرد ضيف أو زائر حتى نقول عنه رحل أو جلاء.
اصرار معظم وسائل الاعلام في الشمال على عدم الاعتراف بتسمية عيد الاستقلال واستبدالها بعيد الجلاء ليست خالية من النزعة العنصرية ومن الرغبة في انكار مرحلة استقلال الجنوب، وتحريف تاريخه.
ما زالوا الى اليوم يسمون المرحلة التي اعقبت الحكم العثماني الاسلامي الاول للشمال بمرحلة الاستقلال عن الحكم العثماني، ويسمون المرحلة التي تحرر بها الجنوب من الاستعمار البريطاني المسيحي بمرحلة الجلاء.
احترموا تاريخ الجنوب قليلا فهو تاريخ جزء من وطن تزعمون انكم حريصون على وحدته، فاليوم الذي تحرر فيه الجنوب من الاستعمار البريطاني وأصبح فيه ذات سيادة يوم استقلال وليس يوم جلاء.
* * *
30 نوفمبر ووحدة الجنوب:
القول بأن الجبهة القومية وحدت 23 مشيخة وسلطنة في الجنوب قول فيه مبالغة، وانكار لدور اتحاد الجنوب العربي.
صحيح أن الجبهة القومية وحدت الجنوب كله في دولة واحدة، لكن الصحيح أيضا أن اتحاد الجنوب سبق ان وحدة 17 سلطنة ومشيخة، وكل ما عملته الجبهة القومية انها أضافت حضرموت والمهرة ويافع العليا، وفضلا عن ذلك فقد شكلت مؤسسات الاتحاد، ومبانيه، وجيشه، وشرطته وجهازه الإداري، وعملته، الأساس الذي انطلقت منه الدولة الجديدة.

* من منشورات الكاتب على صفحته في الفيس بوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى