الرأي

حكومة جديرة بالنصر

أحمد غيلان

حكومة تمثل كل أطراف وأطياف اليمن الجمهوري تستحق أن نتفاءل بها ونحترمها.
حكومة غادرت الفنادق وعادت لتعقد أول اجتماعاتها وتمارس مهامها داخل الوطن في ظل الظروف والمخاطر القائمة تستحق أن نقدرها.
حكومة استنشقت البارود قبل أن تطأ أقدام أعضائها تراب الوطن، ورغم ذلك خرج أعضاؤها على أقدامهم ليغادروا الركام والغبار والخوف، وينطلقوا إلى حيث يجب أن يكونوا خلية عمل يحفها الشعور بالمسئولية تستحق أن نجلها ونفخر بجسارة رجالها.
حكومة رأت الخطر والنار والموت وكل مفردات الدمار قبل أن تغادر المطار الذي هبطت فيه طائرتها، وغادرته إلى مقرها مشحونة بجرعة من الإحساس المسئول بحجم الألم الذي يتجرعه شعبنا منذُ أن حلت به نكبة المليشيات، هي حكومة تستحق أن نرفع لها القبعات والرايات البيضاء.
حكومة خرجت من بين النار والأخطار والغبار والدمار لتقول للشعب اليمني إن جريمة المليشيات الإجرامية لن تثنيها عن مواصلة مهامها، هي حكومة تستحق أن نراهن عليها.
حكومة تخرج من بين تفاصيل الموت لتقول لليمن إنها بخير، وإن جريمة المجرمين تضعها في قلب مسئولياتها، هي حكومة الخير والمسئوليات الجسيمة، بإذن الله.
حكومة تمضي ساعات نهارها وليلها في طمأنة الشعب والعالم، والاطمئنان على ضحايا الجريمة التي كانت هدفها الأول لولا لطف الله، وتعقد اجتماعها الأول في اليوم التالي لنجاتها من الاستهداف الإرهابي الخبيث الذي أراد من خلاله عملاء إيران أن يدفنوها ويدفنوا معها كل بصيص أمل للشعب اليمني، هي حكومة أمل كبير لشعب كاد يفقد الأمل في كل شيء.
حكومة يشمر أعضاؤها سواعد التحدي من لحظة الوصول التي أراد المجرمون أن يجعلوا منها لحظة دفن الأمل اليمني، وأرادها الله لحظة خزي وتعرٍ لعملاء الإجرام الإيراني، هي حكومة تمثل اليمن الكبير، بشموخه وعزمه وصلابته.
حكومة لم تعلن الحداد ولا الإجازة ولا الاستراحة إثر القصف الصاروخي الذي استهدفها وأراد قتل كل أعضائها، وتسبب في قتل وإصابة أكثر من مائة مواطن ومواطنة من الأبرياء في مطار عدن الدولي، تجاوزت إكليشة البكاء والعويل إلى التعاطي الجاد والمسئول مع ما تقتضيه الكارثة على المستوى الإعلامي والسياسي والإداري والإنساني، هي حكومة الطوارئ والحرب التي يحتاجها اليمن في هذه المرحلة المفصلية من تاريخه.
حكومة ظهرت من أول وأخطر اختبار بهذا المستوى من الثبات والمسئولية، وعقدت اجتماعها الأول قبل مضي أقل من 20 ساعة على نجاتها من محرقة كبرى أعدها لها أعداء اليمن، ولم تكتمل ال 24 ساعة إلاّ وقد باشرت مهامها وانطلقت تحصي الضحايا وتزور الجرحى وتتفقد آثار الدمار وتطمئن الجميع بأنها بخير وأن العاصمة المؤقتة عدن بخير، وأنها ستواجه التحدي بمسئولية، هي حكومة التحديات الكبرى التي نحتاجها.
حكومة كتب الله لها هذا الميلاد في ظل دعم ورعاية واهتمام كبير من قبل الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وكتب الله لها النجاة من أخطر جريمة إرهابية شهدها العالم في كل العصور، وكتب الله لها النجاح في أول خطوة مواجهة وتحدٍّ تجاوزتها بالثبات والإيمان والحكمة ورباطة الجأش، هي حكومة موفقة بإذن الله، وتستحق من الجميع الدعم والتشجيع والمناصرة بالقول والفعل، بالعمل والدعاء، بالمشاركة المسئولة الواعية التي تعينها وتعين الوطن على تجاوز المصائب ومواجهة الأخطار والكوارث التي جلبتها له مليشيا الإجرام والعمالة والموت والدمار والإرهاب والارتهان لحوزات قم وملالي طهران وكهنة فارس المجرمين.
حكومة بهذا المستوى من الأهمية التي أرعبت عملاء إيران وإيران ذاتها والحاكم بأمرها في صنعاء، وبهذا المستوى من القدرة والشجاعة في مواجهة الخطب والثبات في لحظات الخطر، وبهذا المستوى من الإحساس بالمسئولية تجاه الكارثة وضحاياها وآثارها، هي حكومة الحرب، التي ننتظر منها أن تساند أبطال معركة التحرير، وأن تكون ظهر المعركة وأبطالها في كل الجبهات، وأن تطفئ كل الحرائق المفتعلة خلف جبهات التحرير، لتتجه كل النيران صوب عدو اليمن واليمنيين الأول عميل إيران، وبذلك تكون حكومة النصر المبين لليمن واليمنيين، وهي جديرة بذلك بإذن الله تعالى.

الساحل الغربي
1 يناير 2021م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى