الرأي

القبيلة شعب الجمهورية

* الرهان العملي الأكثر نجاعة، يجب أن ينصرف للقبائل وليس للأحزاب، ولملمة متفرق قواها ودمجها في مشروع التحرير والاستعادة. القبائل هي الوجود الاجتماعي، مهما اعترتها من مثالب إلا أنها الجسم الحقيقي للمقاومة الشعبية والإرادة المجتمعية وحاملها الرئيس. كان تركها للحوثيين خطأً، ولا يزال.

* ‏إذا استثنينا زمرة المشايخ والوجاهات والمنتفعين مقابل تطويع وتوظيف القبائل لمصلحة الحرب الحوثية، فإن معظم المكون القبلي والاجتماعي متضرر؛ يعاني وينزف ويتألم ويتذمر حد القنوط والقابلية للانفجار. المسؤولية تقع على المعسكر الجمهوري والشرعية لتجاهل وتجهيل دور وإدارة طاقة وطنية غالبة.

* استيقاد جمر العقيدة الجمهورية الكامن في نفوس القبائل اليمنية، واستيلاد زمن جديد تكون فيه القوى الاجتماعية والقبلية شريكاً أساساً في مشروع الاستعادة وتجديد الدماء والولاء لجمهورية سبتمبر العظيم، هي مهمة النخب والقيادات التي تؤمن وعن قناعة بأن 26 سبتمبر لم يكن “حلماً من خيال فهوى”.

* تاريخ الثورات وحركات التغيير والتحرير، يحكي عن تحولات فارقة زماناً ومكاناً؛ توافر لها عاملان رئيسان وحاسمان: القيادة، والمجتمع. النخبة الحيوية، والقاعدة الاجتماعية الحية. والبقية تفاصيل. إن أثمن وأعظم الانتصارات لا تحدثها الأسلحة أو الجيوش لوحدها وبمعزل عن المجتمع وقواه الاجتماعية.

* ‏استعادة ما حدث خلال 5 أعوام -المسافة أبعد من ذلك حقيقة- يستحيل أن لا يصيبك بالدهشة والارتياب! عندما أهم وأبسط الاستخلاصات -وأخطرها- تبرز أنه قد تم ترك معظم المكون الشعبي والقبلي والاجتماعي (السكاني)؛ طاقة ووقوداً مهدراً، في خدمة/استخدام الحوثيين. إلى اليوم يتم إهدار القبائل.

* في المقابل وعندما انعقد الرهان على القبيلة في مأرب مؤخرا رأينا كيف برزت بكل عنفوان الجمهوريين وبسالة السبأيين وسكبت أغلى المهج وبذل المأربيون من الجدعان وعبيدة ومراد الأنفس العزيزة فكانت قبائل مأرب الرهان الكاسب. ورأينا القبيلة تفعل ذلك في حجور وفي البيضاء وفي الجوف وفي جهات وجبهات مختلفة ولاوتزال.

* وللمرة الثالثة والعاشرة والألف: حدثت وتحدث أخطاء وخطايا سيئة وأسوأ، شراكة بين مكونات وأطراف المعسكر الجمهوري/ الشرعية وجبهة الاستعادة وبنسب متفاوتة لا تعفي الجميع من المسؤولية. لكن، أسوأ ما حدث ويحدث، بعد استباحة الجيش؛ هو هذا المسلسل من استباحة القبائل وتركها فريسة لقوة غاشمة.

* معركة الاستعادة/ الجمهورية، كاسبة لا محالة. ودون ذلك شروط لا نتائج بدونها. أهمها حالاً ومآلاً: إعادة الاعتبار للمعركة/ المصير؛ بإعادة الاعتبار للقبيلة/المجتمع، وتطوير أفكار وآليات التعاطي وإدماجها طاقة ووقواً رئيساً في المشروع الوطني. الشعب لا السلاح من يحسم المصير والنصر. الشعب… سلاح السلاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى