الرأي

الانتقالي والمشاركة في الحكومة

ياسر اليافعي

للتذكير، عادت إلى عدن عدد من الحكومات وكان الانتقالي مرحبا بها وهو غير مشارك فيها، وكان يؤكد أن الأولوية لتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة وتحرير الشمال من الحوثي.
استقبل الرئيس عيدروس الزبيدي، ابن دغر أثناء عودته بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة، وطالب بالتعاون مع هذه الحكومة لما فيه خدمة أبناء عدن ورفع المعاناة عنهم.
ولكن للأسف ابن دغر وصل إلى عدن رئيس وزراء وعينه على رئاسة الجمهورية، ولم يفكر في تقديم خدمات للناس، بل صناعة الوهم، وزاد الفساد في عهده، ولم نر التنمية إلا في مواقع وصفحات ناشطين وصحفيين مولهم بعشرات الملايين من ميزانية الدولة.
جاء بعدها معين عبدالملك، ورحب به الانتقالي وترك له مساحة كبيرة للتحرك، وعقدت الحكومة جلساتها في عدن ولأشهر طويلة، لكن أرادت بعض الشخصيات المقربة من هادي وعلي محسن تحويل معين إلى كوز مركوز والصلاحيات كاملة بيد الميسري، يتصرف وكأنه رئيس الوزراء، وبدل أن تقدم هذه الحكومة الخدمات للناس وتفكر بتحرير المحافظات الشمالية، انشغلت في كيف فكفكة الانتقالي والقضاء عليه عسكرياً واعلامياً ومجتمعياً وكأنها كانت المهمة المكلفة بها، ولم يكن خيار آخر امام الانتقالي غير الدفاع عن نفسه وعن المشروع الذي يحمله.
بالمختصر مشاركة الانتقالي في الحكومة ليست النهاية، ولكن ضمن محاولات اصلاح مسارها لتحسين الخدمات وأداء مؤسسات الدولة في عدن والجنوب.
وهذا لا يعني أن الانتقالي تخلى عن القضية التي يؤمن بها وسلم الجمل بما حمل بـ 5 وزارات كما يصور بعض مرتزقة الاعلام حسب ما تجيهم من توجيهات في محاولة للانتقاص من جهود الانتقالي والتحريض عليه شعبياً.
مشاركة الانتقالي في الحكومة في ظل احتفاظه بمشروعه السياسي تجعله الأقرب إلى تحقيق أهدافه الاستراتيجية من داخل الحكومة وفي ظل شرعية تسهل له تحركاته الداخلية والخارجية.
نقول دائماً حل قضية الجنوب يأتي ضمن حل شامل للملف اليمني، ولكن فرق ان يأتي هذا الحل وانت قوي بقواتك المسلحة موقفك السياسي وعلاقاتك الخارجية، وبين وانت ولا شيء في نظرهم غير مجموعة من الأدوات يحركونها مثل ما يريدون وفي الوقت الذي يريدون.
لذلك ازعجهم مشاركة الانتقالي في الحكومة وحصوله على الشرعية سياسياً وعسكرياً لانهم يدركون ماذا يعني ذلك.
المهمة طويلة والصعوبات كثير ومعقدة، وهذا ما يجعل الانتقالي أمام مسؤولية كبيرة في المرحلة المقبلة تحتاج الى تقييم الموقف خلال السنوات الثلاث الماضية، وتصحيح الأخطاء وتعزيز نقاط القوة.
كما تقع مسؤولية كبرى على الوزراء المحسوبين على الانتقالي ان يقدموا نموذجا مشرفا في وزاراتهم لخدمة المواطنين وتغيير واقع هذه الوزارات التي تم العبث فيها خلال الخمس السنوات الماضية.
وايضاً على باقي الوزراء من التيارات السياسية المختلفة ان يعملوا من اجل خدمة المواطن لا خدمة احزابهم والقوى النافذة التي حرمت عدن خلال السنوات الماضية من مشاريع كثيرة وعديدة لأهداف سياسية وحزبية وشخصية ضيقة.
زمن التعطيل انتهى، وحان وقت العمل.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى