الرأي

الإرهاب بالفطرة لا يحتاج إلى تصنيف

محمد عبده الشجاع

كتب اللبناني حازم صاغية مقالاً بدأه بقوله: في خبرها بالغ الاقتضاب عن الجريمة الأخيرة، وتماماً قبل «نشرة أخبار الطقس»، وصفت محطّة «المنار» لقمان سليم بـ «المواطن» الذي عُثر على جثّته.
وأضاف، لقمان سليم كان مثقّفاً وكاتباً وناشراً ولغويّاً ومخرجاً سينمائيّاً ومؤرشفاً ومترجماً وناشطاً؛ لم تكن تعوزه الصفات.
تجريده منها جميعاً فيه شيء من القتل الثاني. استخدام «مواطن» من قِبل الذين لا يعني لهم الوطن إلاّ ساحة مواجهات، قتلٌ ثالث!
ذلك هو حزب الله الذي ترعرعت قياداته في مدن إيران قبل أن تتم التوليفة الحالية باسم المقاومة والممانعة ليصبح قوة في الضاحية الجنوبية وفقاسة إرهاب وفوضى في بلد يعج بالجمال والثقافة والتنوع العرقي.
حزب الله الذي لا يشبهه إلا أنصار الله مجازًا؛ فبعد أن حازوا على كافة التصنيفات بفعل ما يقومون به على الأرض وبحق المواطن اليمني يذهبون إلى أن الأمر مجرد تجنٍ عليهم وأن ما يقومون به هو حفاظ على السيادة وحرص على كرامة اليمنيين.
في مقابلة لها تقول ابنة قاسم سليماني، الذي تم قتله بطائرة أمريكية أثناء خروجه من مطار بغداد قبل أكثر من عام، بأنه ذهب إلى سوريا لإنقاذ الأطفال من القتلة هي تعتقد هكذا أو تتصور من وجهة نظر فطرت عليها.
هكذا ينظر هؤلاء إلى الآخر سواء كان هذا الآخر جغرافيا أو إنسانا، وهكذا يعلمون أبناءهم من بعدهم أنهم منقذون وفي نفس الوقت هم أسياد على الجميع.
المليشيا التي قتلت رئيس دولة سابق في بيته بعد أن كان شريكا لها في الدفاع عن البلد ونكلت بقيادات حزبه وفجرت ما تبقى من منازل ونهبت الأخرى ماذا يمكن تسميتها؟
المليشيا التي زرعت أكثر من مليون لغم وعبوة يصل وزن بعضه لأكثر من 150 كيلو جراما، وهجرت أكثر من 4 ملايين يمني ماذا يمكن تصنيفها؟
المليشيا التي لا تأبه لحدوث كارثة بيئية في عرض البحر الأحمر بسبب خزان صافر الذي قد ينفجر في أي لحظة ماذا نطلق عليها؟
مليشيا الحوثي تناقض نفسها وهي كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله، قتلت بعض قياداتها بأوامر من البعض الآخر، وارتكبت في حق الناس ما لم ترتكبه أي جماعة أخرى.
أما بخصوص جدل التصنيف من قبل حكومات أمريكا السابقة والحالية بأنها منظمة إرهابية أم لا فهو أمر لا يعني الشعب اليمني كثيرا؛ الذي يعرف الحوثي أكثر من نفسه.
أمريكا التي أوقفت معركة الحديدة من خلال اتفاقية استكهولم بحجة الحفاظ على الوضع الإنساني ومعها بريطانيا، هي نفسها أمريكا التي تتفرج على الحوثي وهو يقصف مديريات حيس والتحيتا والمصانع وحتى محافظة مأرب بالصواريخ البالستية وقذائف الهاون وجميع هذه المناطق تعج بالبشر والنازحين.

والله المستعان..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى