الرأي

في ذكرى الثورة المجيدة

احمد عبدالله المجيدي

 

بمناسبة ذكرى الثورتين العظيمتين الثامنة و الخمسين لسبتمبر ١٩٦٢ م و السابعة و الخمسين لاكتوبر ١٩٦٣ م .
يسعدني ان ارفع الى شعبنا اليمني العظيم و مناضلي الثورتين احر التهاني و التبريكات بهاتين المناسبتين الغاليتين ، وادعو الله ان يرحم الشهداء الابرار الذين ضحوا و قدموا انفسهم فداء لنصرة سبتمبر و اكتوبر اللتين قامتا ضد الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن و النظام الاستبدادي الملكي الكهنوتي في شماله .
ان ذكرى الثورتين ستظل محفورة في نفوس ووجدان شعبنا اليمني العظيم و كل المناضلين الوطنيين الشرفاء و الاوفياء لمبادئها و اهدافها النبيلة .
وان ما يؤسف له اليوم ان تطل علينا هاتان المناسبتان و نحن و شعبنا نعيش احزان و الٱم كبيرة بسبب ما جرى و يجري من انحرافات عن مبادئ واهداف الثورتين ، أكان ذلك من بعض قادتها والمحسوبين عليها او من قبل اعدائها الذين ناصبوها العداء من لحظة انطلاقتها وليس على هؤلاء العتب انما العتب على بعض من شاركوا في صنعها ثم انحرفوا عن مسارها طمعا في السلطة والتسلط و ما يذر عليهم ذلك من مصالح خاصة ينعمون فيها هم واسرهم على حساب مصالح الشعب و الوطن .
ان ذلك و غيره هو ما أنتج الصراعات الدموية والحروب الداخلية و ايقاظ الفتن و الانقسامات بين ابناء الشعب اليمني الواحد .
لقد نسوا و تناسوا ان الثورات انما تقوم من اجل العدل و الامن و السلم الاجتماعي و المساواة بين الناس امام القانون و هو ما اتاح الفرصة للتدخلات الخارجية و شن الحرب الظالمة على بلادنا ، حرب دمرت و قتلت و شردت ، حرب اهلكت الحرث و النسل و الاخضر و اليابس امام مرأي وسمع العالم وانظمته المختلفة العربية والاسلامية و الدولية و هناك من لم يحرك ساكنا تجاه ما يتعرض له اليمن و شعبه من مٱسي وويلات و تبعات خطيرة سوف نعاني منها جميعا في الشمال و الجنوب على وجه التحديد بسبب ما افرزته الحرب من ممارسات و سلوكيات قط ما عهدها شعبنا ابرزها التنكر للقيم و المبادئ و الاخلاق الوطنية الثورية ناهيك عن السلوك المناطقي و النعرات القبلية العصبية و حتى التنكر للهوية الوطنية اليمنية وانهيار اسس الدولة و معها انهارت العملة و السطو على الاموال و الممتلكات العامة و الخاصة و انتشار الجريمة بكل انواعها و خاصة في العاصمة عدن الحبيبة و الجميلة التي كانت جوهرة اليمن نفخر و نفاخر بها الدنيا ، كيف اصبحت اليوم ؟! لقد شوه وجهها الجميل و انعدمت الخدمات والامن و الالفة فيها و التي كانت بين ابناء عدن و الجنوب وبين الجنوب و الشمال .
كل تلك الظواهر لم تأت من فراغ و لكن جرت زراعتها في اوساط شبابنا و خاصة الجنوبيين من قبل الحاقدين على مبادئ و قيم ثورتي سبتمبر و اكتوبر المجيدتين حتى اصبح شبابنا اليوم يعتقدون اعتقادا خاطئا ان كل ما جرى من تخلف انما هو بسبب الثورة و الوحدة في الوقت الذي الثورة و الوحدة منه برٱء براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، وانما هو الانسان الذي تقع على عاتقه امانة حمل المسئولية فأما ان يبني و يطور و يكافح ضد كل الظواهر المسيئة و يكون قدوة في السلوك و الممارسة العملية التي تخدم الوطن و الشعب واما ان ينحرف و يعيث في الارض فسادا .
ومن المهم اليوم بل و يتوجب على شعبنا و قواه الوطنية من مختلف الاحزاب و التنظيمات و المكونات السياسية و في مقدمتهم مناضلي سبتمبر و اكتوبر ان يستنهضوا الهمم ليعيدوا مجد الثورة و تخليد شهداءها الابرار الذين ضحوا في سبيل انتصارها و تحقيق اهدافها الوطنية السامية و ليس من اجل مصالح الاحزاب و الافراد الذين جروا الشعب و الوطن الى دائرة الفتنة و الانقسام و هيأوا بذلك للتدخل الاجنبي السافر في بلادنا و السعي الحثيث لتجزئتها . وهو ما يتطلب منا الوقوف بيقظة وان ننهض جميعا كيمنيين وان نتحمل مسئوليتنا في انقاذ وطننا و شعبنا من الاوضاع المزرية بجهود موحدة مشتركة و بروح التصالح و التسامح و السمو فوق صراعات و جروح الماضي وان نضع مصالح الوطن و الشعب فوق المصالح الضيقة للاحزاب و الاشخاص و لنعيد لشعبنا ووطننا امجاد تاريخه العظيم .

عاشت الثورة اليمنية سبتمبر و اكتوبر
الخلود للشهداء الابرار على طول المراحل .
المجد لشعبنا اليمني العظيم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى