الرأي

محاكمة إرهابيي المليشيا بشقيها الإخواني والحوثي

عادل البرطي

لم تكن صدفة أن تعقد جلسات محاكمة المليشيا بشقيها الإخواني والحوثي بقاعة محكمة صيرة الابتدائية برئاسة رئيس المحكمة الجزائية المتخصصة بعدن، وذلك لمحاكمة قائد مليشيا الحوثية عبدالملك الحوثي وعدد من قياداته وكذلك محاكمة قادة مليشيا الإخوان في تعز وأدواتهم..
هي مشيئة إلهية تتعدى كل تنسيق أو إعداد لذلك، وهي وكما أراها إيحاء رباني بواحدية القضية والعدو، بل هو تصديق للقول المأثور (الكفر ملة واحدة) لأن الهدف والإجرام واحد، وهذا ما اثبته اليوم ترافق محاكمة المليشاويين بشقيها حوثي كهنوتي وإخواني إرهابي..
إحدى النساء الحاضرات جلسة المحكمة رأيتها تبتسم وتتمتم بلهجة عدنية لمثل قديم (ما يزاوج بالأرض إلا وقد وافق بالسماء) وهي تعني أن ترافق محاكمة المليشيا في نفس اليوم ونفس المحكمة ما هو الا دليل على ان هؤلاء المليشاويين هم على اتفاق مسبق لهدم هذا الوطن وتجزئته والاتجار بدماء مواطنيه، وهو ما أكده توافق محاكمتهم بنفس التهمة واتحاد الأركان والدوافع وهي إرهاب الوطن واختلاف الأداة..
اختلف الملفان ولم تختلف القضية، فقد تم في جلسة اليوم 2020/11/26م المنعقدة في قاعة محكمة صيرة تقديم المجرم عبدالملك بدر الدين الحوثي ومن إليه من مليشياته بجريمتين إرهابيتين هما الهجوم والاعتداء على اللجنة العليا للانتخابات في صنعاء وكذا الجريمة الإرهابية في قصف نزيلات السجن المركزي بتعز والتي كانت حصيلتها استشهاد ست نزيلات وجرح اخريات وهي ما تعد جرائم إرهاب ضد المدنيين.
كما تم وفي نفس القاعة وبنفس الهيئة مع اختلاف اركان الدفاع محاكمة مليشيا الإخوان الإرهابيه في جريمة قتل الشهيد العميد ركن عدنان محمد الحمادي قائد اللواء 35 مدرع الذي اغتالته المليشيا الإخوانية تخطيطا وتمويلا وتحريضا والأدوات المنفذة القابعة خلف قضبان القفص الفولاذي..
كل الجرائم التي دارت رحى محاكمتها في بهو القاعة هي جرائم تمت في حق الوطن واستهدفت ابناء الوطن ومن اعداء الوطن المتناسقين إرهابا وجرما المختلفين مذهبا ومرشدا..
محاكمة الإرهاب بداية حقيقية لاستعادة الدولة المنهوبة والمستباحة بين متحاربي الفود وديكور السربلة والضم وهو مطلب شعبي لا يختلف فيه اثنان. فكل إرهاب وان اختلف مرشده ولون عمته مشروع هدم وعمالة اكان للفقيه في قم ام لواهم الخلافة التركيه في استطنبول وكلاهما يجمعهما الهدم المنظم للوطن ومصادرة انسانية الفرد والتشبع من الدم اليمني حتى المنتهى لم تختلف الحيثيات ولا الدوافع ولا هيئة القضاة، في حين اختلف شخوص المتهمين ومواقعهم.
ففي قضية محاكمة مليشيا الحوثي الكهنوتية اختير للمحاكمة رأس هرمها ومعاونيه، وكان هذا هو الاصل في الاتهام بينما في قضية مليشيا الإخوان الإرهابية فقد قدم للمحاكمة الاداة واهمل المخطط والممول والمحرض لتحاكم اضعف حلقات الإرهاب الإخواني بينما القاتل الحقيقي يجهز للاحتفال بيوم النحر ونجاح المخطط وزهو المجرم بجريمته في اغتيال الشهيد القائد عدنان الحمادي في قلعة الشهيد وعرينه..
أجلت القضايا وتأجلت معها حرية وطن ومع المزيد من التأجيل هناك مزيد من الإرهاب والاعداد له ومع كل نفس لإرهابي تصادر عديد الانفس من الاحرار والمواطنين ويا للفاجعة.
للمحكمة الجزائية المتخصصة بعدن ونخص بالذكر رئيسها القاضي المتمكن والذي اعاد إلينا الثقة بمؤسسة القضاء والتي يحاول بعض قادتها جرها إلى دهاليز التحزب. بنكهات المليشياويين نناشد:
يا قاضينا المبجل نثق بك لكن حناجرنا مع كل تأجيل تزداد شحرجتها وضيقها وتزداد نبضات قلوبنا تسارعا وكانما نتصعد للسماء، فهلا وللحرية وللعدالة وحفاظا على ارواح تزهق كل يوم في أزقة هؤلاء الإرهابيين وثكناتهم أن تجعل من فصلك في القضية سريعاً.
ليس تدخلاً منا في سير قضائك، بل رجاء نأمل أن يصلك وأنت أهل لكل رجاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى