الرأي

بادي أول لغم في طريق الحكومة الثالثة

أحمد الجعدي

راجح بادي متمسك بخطاب ما قبل اتفاق الرياض، بخطاب ما قبل تشكيل حكومة مناصفة، بخطاب تجاوزه الواقع، فإخوان اليمن حالياً كمن لديه حسابان، حساب قطري وحساب سعودي (يظهر من خلاله تعاطفاً مع أهداف التحالف المشتركة)، ما يفعلة بادي هو كمن يظهر بالغلط وبدون قصد من حسابة السعودي ليتكلم بفكره القطري.
في الحقيقة ‏هذا كل ما في الأمر (يظهر من حسابه السعودي ليتكلم بفكره القطري) شيزوفرينيا أن تعيش شخصيتين في آنٍ واحد، وهو أمرٌ صعب، لهذا في كثير من الأحيان يجعلنا هذا الشيء نشعر بالشفقة حيال هذا النوع من النّاس أكثر من شعورنا بالعدائية تجاههم، وفي الأخير كما قال زهير:
‏ومهما تكن عند امرئٍ من خليقةٍ
‏وإن خالها تخفى على النّاس تُعلمِ
إلا أن الشعور والتعاطف الإنساني لا يعني أن يذهب المريض ليتحدث باسم الحكومة بدلاً من ذهابه للمارستان.
‏عودة بادي ليتحدث باسم حكومة جديدة وواقع جديد وهو محملّ بفكر حكومات مثّلت طرفا من أطراف الصراع الدائر في اليمن، عودته بخطاب فيه تناص لفضي ومعنوي مع تغريدات إعلام جماعة الإخوان شِق قطر، عودته بهذا الشكل يجعله غير جدير بتولي هذا المنصب (منصب ناطق باسم الحكومة إن صح فعلاً أن لديه هذه الصّفة ومخولاً من رئيس الحكومة معين عبدالملك) عودته بخطاب قديم اقتتل على إثره النّاس يُحرج الحكومة ويجعلها أيضاً مشغولة في حل تداعيات ما يتفوه به بادي، بدلاً من التفرغ للمهام التي جاءت من أجلها.
رائحة الموت في عدن تُزكم الأنوف، وصيحات الجرحى في المستشفيات تتشظى منها الرؤوس، والناس متوجسة تراقب بحذر مرحلة يتمنى الجميع أن يُكتب لها النّجاح ثم يأتيك مثلُ بادي محمّلاً بفشل حكومات سابقة ليقول للنّاس أنا الحكومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى