الرأي

الإخوان والحوثيون ولعبة المقايضة

سعيد عبدالله

عندما يشتد الخطر على سلطة الإخوان في مأرب يصيحون أين قوات طارق؟ أين العمالقة؟ أين جبهة الضالع؟ لماذا لايتحركون الآن..؟
وعندما يخف الضغط يصبح كل هؤلاء في نظر الجماعة أشد خطراً من الحوثيين ويجب شطبهم أولاً قبل التفكير بالحوثي، ويصبح الحوثي يمنيا يمكن احتواؤه بالمفاوضات وكل تلك القوى خائنة ومرتزقة ولا يمكن التنازل لهم..!
لدى جماعة الإخوان في اليمن أمل دائم بإمكانية التوافق مع إيران وذراعها اليمني وإمكانية التوصل لحل سياسي لكن تلك الإمكانية تصطدم بعنصرين هامين:
الأول: التدخل السعودي المبنى على مخاوف سعودية ثابتة من إيران.
والثاني: الرفض المجتمعي التاريخي لسلطة الهاشميين ونهجهم الديني والمذهبي في الحكم.
ومن خلال هذين العنصرين تلعب الجماعة لعبة المقايضة مع التدخل السعودي والرفض المجتمعي المحلي.
فإما أن تضمن المخاوف السعودية من إيران والرفض الاجتماعي لسلطة الهاشميين الدينية السلطة للإخوان وبالتالي تصبح كل المناطق والمحرك والقوى التي بها تحت سلطة التنظيم بغطاء الشرعية..
وإما أن تقوم الجماعة بشكل مباشر لمشروع تحرير المحرر وشطب كل القوى المتمردة على الحوثيين وعليهم وتعكس بوصلة الحرب من جهة إيران التي يمكن وفقاً لحسابات التنظيم الدولي أن تقبل بالشراكة بين ذراعها في مناطق سيطرتهم والإخوان في مناطق تحرير المحرر..
هل تشكل إيران خطراً وجودياً على تنظيم الإخوان في اليمن أم هي خطر على استفراد الجماعة بالسلطة ومناطق الثروة؟
وهل تعادي إيران وذراعها في اليمن تنظيم الإخوان من ناحية فكرية دينية سياسية؟
أم تعاديهم لأنهم في اليمن يعملون ويحصلون على السلطة من مربع السعودية بإدارتهم للمقايضة المذكورة وليس من تحت عباءتها؟
ماذا لو سلك إخوان اليمن ذات الطريق الذي سلكه إخوان غزة؟
أو تمكنوا بشكل مطلق من تحرير المحرر وأخرجوا السعودية منه؟
الموقف المرتبك للجماعة بين التموضع في معسكرها الحركي الإسلامي الممثل بإيران وبين معسكر السعودية النقيض الذي يوفر السلطة أو يبقي باب الأمل للجماعة للحصول عليها ولو في المناطق المحررة، هو سبب التقلب في مواقف التنظيم ما بين مناداة القوى الرافضة له وللحوثيين وقت اشتداد الخطر، وبين اعتبار تلك القوى الخطر الأول وقت انخفاض المخاطر.
وهو ارتباك خطير يجب على القوى التي يناديها الإخوان وقت اشتداد الخطر حولهم ويعادونها وقت انخفاضه ألا تسمح له بالمضي.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى